>> نبيل نجم الدين: واشنطن تحاول إنقاذ ما تبقى من صورتها في المنطقة والمفاوضات ذات أهداف سياسية أكثر منها إنسانية
تشهد العاصمة القطرية الدوحة جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، في إطار مساعٍ إقليمية ودولية متسارعة لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من تسعة أشهر. وتأتي هذه الجولة برعاية ثلاثية من قطر ومصر والولايات المتحدة، وسط تساؤلات عديدة حول مدى قدرة هذه الجهود على حل الخلافات العميقة بين الطرفين، والتوصل إلى اتفاق يضمن هدنة مستدامة تُمهّد لمرحلة جديدة من التهدئة، وربما من إعادة الإعمار.
بحسب مصادر دبلوماسية، فإن الجولة الحالية تستند إلى مقترح هدنة مدته 60 يومًا، يتضمن وقفًا لإطلاق النار، وإطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، إضافة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وبدء ترتيبات لإعادة النازحين إلى شمال القطاع.
ورغم وجود مؤشرات إيجابية أولية، بعد أن وصفت واشنطن رد حركة حماس على المقترح بأنه “إيجابي”، فإن الأجواء لا تزال متوترة، خاصة بعد أن وصفت إسرائيل شروط حماس بـ”غير المقبولة”، لا سيما مطالبة الحركة بـضمانات أمريكية مكتوبة لوقف دائم للعدوان، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
كما يرى خبراء ومحللون سياسيون أن فرص نجاح محادثات الدوحة لا تزال قائمة، لكنها مرهونة بعوامل عدة، أهمها الضغوط الأمريكية على إسرائيل، وتقديم ضمانات جدية للطرفين.

يقول نبيل نجم الدين، الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية، إن واشنطن تحاول إنقاذ ما تبقى من صورتها في المنطقة من خلال فرض تهدئة مؤقتة، لكنها لا تقدم حلاً عادلاً ولا مستدامًا. هذه جولة تفاوضية ذات أهداف سياسية مؤقتة أكثر منها إنسانية.
على الرغم من انخراط عدة أطراف دولية في الوساطة، وعلى رأسها قطر ومصر والولايات المتحدة، إلا أن التحديات أمام تحقيق اختراق سياسي لا تزال عديدة، أبرزها غياب الثقة المتبادلة بين إسرائيل وحماس.
كما أن إسرائيل تسعى لإضعاف حماس، بينما الأخيرة تطالب بضمانات لوقف دائم للحرب.
في الختام أضاف نجم الدين قائلاً ، تظل محادثات الدوحة محطة مهمة في مسار وقف الحرب على غزة، لكنها لا تضمن حتى الآن الوصول إلى اتفاق نهائي. وإذا ما فشلت هذه الجولة، فإن البديل سيكون مزيدًا من الدم والدمار والمعاناة الإنسانية في القطاع.
ويرى مراقبون أن هذا التفاوض قد يكون الفرصة الأخيرة قبل انفجار الأوضاع مجددًا، ما لم تبادر واشنطن ومصر وقطر إلى فرض حلول وسط تضمن الحد الأدنى من مطالب الطرفين، وتفتح الباب لاحقًا لمفاوضات سياسية أوسع حول مستقبل غزة والمنطقة.