كيف تصبح مذيعا أو محاورا محترفا ؟

منذ 5 ساعاتآخر تحديث :
إبراهيم  الصياد
إبراهيم الصياد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم: إبراهيم الصياد

منذ أكثر من عقد انتشرت ظواهر في الإعلام المصري نكتفي بتوصيفها إنها غير مهنية ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

  • تحويل الهواء لسلعة مسعرة كل من لديه مقدرة ماليه يستطيع أن يصبح مذيعا في أربع وعشرين ساعة.
  • انتشار البرامج الاعلانية التي تتلاعب باهتمامات وصحة و هموم الناس.
  • مذيعون و مذيعات يفتقدون للشخصية الكاريزماتية والمتميزة الجاذبة للمشاهد.
  • المذيع المحاضر الذي يتحدث بالساعات ويتعامل مع متابعيه كأنهم تلاميذ في الفصل وغيرها من الظواهر التي تخطت المعايير المهنية ولا تراعي القيم التحريرية والتقاليد الإعلامية.

لهذا أطرح على كل إعلامي يريد النجاح أو من ينوي أن يكون إعلاميا ويرغب في أن ينجح قواعد لعلها تكون بالنسبة له خارطة طريق النجاح والتميز من خلال السطور التالية:

كتاب المذيع المحاور الأمريكي لاري كينج ( أسرار فن الاتصال ) هو أحد أشهر الكتب في مجال فن الحوار والتواصل و يحمل أيضا عنوان ” كيف تتحدث مع أي شخص، وفي أي وقت، وفي أي مكان” أو “فن المحادثة عند لاري كينج”.

وقد نشر الإذاعي والخبير الإعلامي محمد مرعي عرضا للكتاب لقراء العربية في مجلةإتحاد إذاعات الدول العربية التي تصدر في تونس
هذا الكتاب الذي صدر عام 1994 وترجمته إلى اللغة العربية دار نشر جرير السعودية هو خلاصة خبرة لاري كينج الطويلة كأحد أشهر المذيعين و المحاورين في العالم.

يدور الكتاب حول فكرة رئيسية:

إن أي شخص يمكنه أن يصبح متحدثاً جيداً إذا امتلك المبادئ الأساسية الصحيحة للكلام وحدد.

قواعد النجاح لتكون محاورا متميزا :

اسمع بتركيز ومارس فن الإنصات :

يؤكد كينج أن فن الاستماع هو أهم عنصر في التواصل الناجح. والاستماع الحقيقي يعني الإهتمام بما يقوله الطرف الآخر وليس مجرد انتظار دورك للكلام.
كن انت أو كن صادقا مع نفسك:

لا تحاول أن تتصرف أو تتكلم مثل شخص آخر بمعنى لا تقلد الآخرين في حديثك و حركاتك أو مايعرف بلغة الجسد ويرى أن الناس ينجذبون إلى الصدق والأصالة وأن أفضل نسخة منك هي أنت عندما تكون على طبيعتك تحدث بطبيعتك ولا تتكلف ولا تقلد واجمع بين لغتين لغة الكلام ولغة الجسد!

اطرح أسئلة مفتوحة:

حاول أن تحرض الضيف على البوح بالمزيد من المعلومات باسئلة واضحة لا تستخدم فيها آداة الاستفهام ( هل ) بعبارة أخرى تجنب توجيه أسئلة تكون اجابتها “نعم” أو “لا” لأن هذه الإجابة تنهي الحوار !

استخدم أسئلة تبدأ بـ (ماذا، كيف، لماذا، أين، متى. إلى أي مدى. ماهي ) وهذا يشجع الشخص الآخر على التحدث بشكل أوسع ويفتح مجالات جديدة للنقاش وان استخدام آداة الاستفهام لماذا هي الافضل في محاولة إدرار المعلومات

اهتمامك بالضيف يدعم ثقتة بك:

عندما تظهر اهتماماً حقيقياً بالشخص الذي تتحدث معه، ويشعر بذلك يصبح الحوار أكثر سلاسة و عمقاً حيث ينصح لاري كينج المذيعين أن يقرأوا جيدا عن ضيوفهم قبل لقائهم ويتعرفوا على اهتماماتهم وسيرتهم الذاتية

لا تتفاخر أو تتعالى اثتاء الحديث مع الضيف:

المحادثة الناجحة هي تبادل الأفكار وليست منصة لإلقاء محاضرة أو التباهي بإنجازاتك دع الطرف الآخر يحصل على حصته من الكلام ولا تقاطعه الا اذا خرج عن الموضوع

كن فضولياً أو ابحث عن كل جديد :

الفضول هو وقود أي محادثة مثيرة و إذا نظرت إلى العالم من حولك بعين الفضول، فستجد دائماً ما تتحدث عنه استوعب موضوع الحوار بشكل جيد، حتى لاري كينج، الذي اشتهر بأسلوبه العفوي، كان يجري بحثاً عميقاً قبل كل مقابلة وكرس كينج قاعدة ذهبية (المعرفة تمنحك الثقة ) وتستطيع عن طريق هذه القاعدة أن تقود الحوار بشكل ثري إلى تحقيق أهدافه واكتساب ثقة الجمهور.

إنهي الحوار بلباقة:

تعلم كيف تنهي المحادثة بلباقة وترك انطباع إيجابي لدى الضيف وبالتالي لدى الجمهور وهذا دليل على نجاح المقابلة أو الحوار.

لكن دعونا نتساءل لمن توجه هذه القواعد ؟

أعتقد أن لاري كينج وجه كتابه للأشخاص الذين صناعتهم الكلام وينتابهم الخجل أو القلق من الحديث أمام الكاميرا أو الميكروفون أو أمام الناس موجه ايضا للصحفيين والمدونين ومنسقي الفعاليات للقادة والمديرين الذين يريدون تحسين تواصلهم مع فرقهم لأي شخص يريد بناء علاقات شخصية ومهنية أقوى
ومن وجهة نظري أن هذه القواعد سوف تساعد كل من يرغب في أن يكون مذيعا أو مقدم برامج على السير في الطريق الصحيح و عليه أن يدرسها ويتذكر (أن من يتكلم لا يتعلم ومن ينصت للآخر بعمق يتعلم الكثير ).

ونذكر بهذا الاقتباس منسوبا لكينج من الكتاب:

“لقد قابلت وتحدثت مع آلاف الأشخاص، ومن بين جميع هؤلاء، لم ألتقِ أبداً بشخص لم يكن مثيراً للاهتمام أكرر: لم ألتقِ أبداً بشخص ممل.”
هذه الفقرة تلخص فلسفة لاري كينج: أن الضيف أو المتحاور لديه قصة يجب الإصغاء إليها، ومهمتك كمحاور هي اكتشاف تلك القصة ومن ثم
إن الكتاب لا يقدم وصفة سحرية أو وصايا لمن كان الحديث والنقاش وظيفته بل هو تذكير بقيم التواصل الإنساني الأساسية:

الاستماع، الصدق، الفضول، والاحترام وإذا طبقت هذه المبادئ، فستجد أن فتح وإدارة الحوارات مع الآخرين يصبح أسهل وأكثر متعة.
الخلاصة 50٪ من نجاح المذيع ومقدم البرامج الثقة بالنفس ودراسة وفهم ما يقول وال 50 ٪ الباقية في القبول وسلامة النطق وحسن المظهر وسرعة البديهة والتميز عن الآخرين.

*كاتب المقال: رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالهيئة الوطنية للإعلام.

الاخبار العاجلة