بعد عطل A320… ماذا تعنى أزمة إيرباص للطيران في العالم العربي؟

منذ ساعتينآخر تحديث :
Kyiv, Ukraine - March 17, 2019: Lufthansa Airbus A320 taxiing to the runway in the airport
Kyiv, Ukraine - March 17, 2019: Lufthansa Airbus A320 taxiing to the runway in the airport
فاطمة خليفة:

أصدرت شركة “إيرباص” توجيهاً عاجلاً إلى مشغلي الطائرات من عائلة (A320)، يتضمن تحديثًا برمجيًا لنحو 6000طائرة حول العالم، نتيجة اكتشاف خلل في نظم التحكم، تمثل في تعرضها لإشعاع شمسي مما شكل خطر على نظام التحكم بالطائرة.

يعتمد عدد كبير من شركات الطيران بالعالم العربي، على هذه النوع من الطائرات، خاصة في مصر ودول الخليج، مما أثار المخاوف من وقوع اضطراب في جداول الرحلات وسلامة الطيران، حيث تشير الإحصاءات الأولية عن تضرر عدد كبير من الركاب في العالم العربي، نظراً لأن طائرات (A320) هي الأكثر استخداماً للرحلات الإقليمية والداخلية في دول الخليج العربي مثل السعودية والإمارات، وبالتالي فهناك مئات الآلاف من المسافرين تأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر بحالة الترقب والتحديث.

وأعلنت “مصر للطيران” أن أسطولها من طائرات (A320) لا يمثل العدد الذي يشكل خطرا كبيرا على حركة الطيران المصري، كما أنها طبقت التحديثات المطلوبة، مؤكدة أن هذه الطائرات كانت في الجو وقت الخلل وأكدت سلامتها مع عودتها.

في المقابل، تعد طائرات (A320) العمود الفقري للطيران قصير ومتوسط المدى في المملكة العربية السعودية، مما يجعلها أكثر الدول العربية تأثرًا بهذه الإجراءات، حيث هناك عدد كبير من الرحلات القصيرة والمتوسطة المدى ستكون عرضة لتأجيل أو إعادة الجدولة، خاصة إذا احتاجت بعض الطائرات وقتًا أطول للصيانة أو تبديل الأجهزة. فالخطوط السعودية تمتلك نحو أكثر من 70 طائرة من عائلة “A320″، بينما شركة “فلاي ناس” تمتلك أسطولًا مكونًا من 66 طائرة. أما شركة “فلاي أديل” وهي جزء من مجموعة الخطوط السعودية فتمتلك وحدها نحو 45 طائرة من نفس العائلة. 

من جهتها أعلنت السلطات المعنية في الإمارات، قالت أن جميع الطائرات من عائلة (A320) الخاصة بشركات مثل “الاتحاد للطيران” وشركة “العربية للطيران استوفت” تحديثات “إيرباص” وعادت إلى جدول الرحلات العادي في وقت قياسي. بحسب بيانات متاحة، ومن المعروف أن شركات الإمارات تشغل نحو 106 طائرات من عائلة (A320).

وإزاء هذه الأزمة، لجأت بعض شركات “الطيران العربية” إلى بدائل مؤقتة أو تعزيز أسطولها لتفادي اضطراب الرحلات. في السعودية مثلاً، أكدت شركة “فلاي ناس” أنها انتهت من تحديث جميع طائرات (A320) في أسطولها، وأشارت إلى أن جداول الرحلات لم تتأثر. كما أن شركات مثل الاتحاد للطيران والعربية للطيران في الإمارات استأنفت كامل عملياتها بعد التصليح السريع.

في المقابل أعلنت اليوم “إيرباص” أن الغالبية العظمى من الطائرات المتأثرة قد استكملت التحديثات، وأن عدد الطائرات التي ما زالت بحاجة لتعديل أقل من 100 طائرة، بينما تحتاج طائرات قديمة نسبيًا إلى تغييرات أجهزة قد تستغرق وقتًا أطول.

 بالرغم من الأزمة لم تدم طويلاً، إلا أنه من المتوقع على المدى المتوسط أن تدفع الأزمة شركات الطيران إلى تنويع أساطيلها أو تسريع تحديثها للطائرات الحديثة، خاصة (A320‑neo) أو (A321‑neo) أو حتى طائرات من فئات أخرى لتقليل الاعتماد على طراز واحد معرض لمخاطر برمجية أو صناعية، وبالفعل بعض شركات مثل فلاي ناس وفلاي أديل لديها طلبات شراء كبيرة لطائرات (A320‑neo، ) (A321‑neo) لتوسيع أساطيلها في السنوات القادمة.

تبدو الأزمة فنية ولكنها أثارت التساؤلات حول سلامة الطيران التي يمكنها أن تعيد تشكيل ثقة المسافر، التي تعتمد على مدى استجابة الشركات والهيئات التنظيمية بسرعة حل الأزمة والتعامل مع الركاب بشفافية وسرعة التفاعل. 

أزمة  (A320) جرى احتواؤها بسرعة نسبية، ولكنها ستبقى بمثابة جرس إنذار للطيران المدني في العالم العربي، يحذر من الاعتماد الكثيف على طراز واحد، خصوصًا في رحلات قصيرة ومتوسطة، يمكنها أن تقلب موازين التشغيل بين ليلة وضحاها، نظراً لأن هناك شركات كبيرة في العالم العربي نجت من الاضطراب بفعل جاهزية فنية وتنظيمية، لكن التجربة ربما ستغير نظرتها للأسطول مستقبلا.

الاخبار العاجلة