في اعقاب احتفال الرئيس الاوكراني زيلنسكي بقوات بلاده في نجاحهم بتوجيه ضربة موجعة للقاذفات الاستراتيجية الروسية وتأكيده ان قيادة العملية كانت بالقرب من مقر الاتحاد الفيدرالي الروسي للامن وتصريح الرئيس الامريكي ترامب ان اوكرانيا هي من اوجدت مبررا وذرائع لروسيا لاستمرار الحرب واحتفاظ موسكو لنفسها بالطريقة والوقت المناسب للرد علي كييف وان كانت بالفعل قد بدأت في التوسع في خاركيف وسومي بهدف خلق مسافة عازلة بين المناطق الروسية القديمة والجانب الاوكراني وانطلاق دعوات غربية بحتمية اجراء مفاوضات وهدنة بين الطرفين.
يقول المحلل السياسي اصف ملحم رئيس مركز جي اس ام للابحاث والدراسات من موسكو ان روسيا الاتحادية تدرك جيدا قواعد اللعبة السياسية وتجيد استخدام القوة بما يخدم مصالها وان القوة ليست الا اداة من ادوات السياسة وروسيا تفهم معادلاتها وحدود استخدامها وتوظفها في اطار يخدم اهدافها السياسية وهو ما تدركه ايضا الولايات المتحدة هذه واحدة ام النقطة الثانية الخطيرة وهي ان عملية شبكة العنكبوت التي استهدفت المطارات العسكرية الروسية والتي تتضمن منظومات نووية تشكل تصعيدا خطيرا ويعد لعبا بالنار مشيرا الي من خطط لها هو الرئيس الاوكراني زيلنسكي او من اشار عليه ويتحمل مسؤولية خرق خط احمر بالغ الحساسية للمنظومة النووية الروسية التي من الممكن قد تتفعل تلقائيا في حال تعرضها للخطر ما يجعل الاقتراب منها احد اخطر المحظورات اذا فعلت هذه الرؤوس تلقائيا وهذا معناه اننا سنكون امام حربا نووية شاملة تدمر كوكب الارض ومثل هذه المنظومات موجودة لدي الولايات المتحدة والدول الاوربية.
واشار الدكتور ملحم ان الدول الغربية هي من تقف خلف العملية ويدفع زيلنسكي نجو التصعيد بهدف اجبار روسيا علي تقديم تنازلات خلال المفاوضات وان موسكو تعاملت مع الحدث بهدوء شديد واوكرانيا لم تعد تملك اوراق ضغط في المفاوضات وحتي لو لم يعترف القانون الدولي بالضم الروسي للاقاليم الاربع فان موسكو تستطيع تنفيذ استفتاء جديد فيها استنادا الي مبدأ حق تقرير المصير المنصوص عليه في ميثاق الامم المتحدة وروسيا تراهن علي هذا الحق وبالتالي فأن اي مفاوضات قد تفضي الي خسارة اوكرانيا النهائية لتلك الاراضي وان المبادرة الافريقية للسلام تضمنت مقترحا واستفتاء جديدا في هذه المناطق وهو ما وافقت عليه موسكو لقناعتها بان السكان هناك موالون لها.
وكشف الدكتور ملحم ان الجيش الروسي بات علي مشارف مدينة سومي ومن المتوقع سقوطها قريبا علي غرار خاركيف ونؤكد علي ان الدعم الخارجي لن يغير المعادلة في ظل ازمة حادة في الموارد البشرية للجيش الاوكراني واوكراني في حاجة ماسة الي هدنة للتفاوض وروسيا تدرك ان الهدف منها هو اعادة تسليح كييف ولهذا لن تقدم مثل هذه الهدنة ابدا.