شدد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي على رفض البرلمان العربي ربط العنف والإرهاب بالدين الإسلامي واستنكاره الإجراءات التمييزية ضد المسلمين”، واقترح السلمي في كلمته التي ألقاها أمام الدورة (137) للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي ، بسان بوطرس بورغ- روسيا الاتحادية ، تحت عنوان (تعزيز التعددية الثقافية والسلام من خلال الحوار بين الأديان والأعراق) ، إنشاء آلية تنسيق دائمة بين رؤساء البرلمانات الإقليمية من خلال منتدى باسم “المنتدى الدولي للبرلمانات الإقليمية” تحت مظلة الاتحاد البرلماني الدولي، يتم خلاله عقد اجتماع سنوي لرؤساء البرلمانات الإقليمية على هامش الجمعية العادية للإتحاد، وذلك لتنسيق المواقف والتقريب بين الرؤى، لجعل العمل البرلماني على درجة أكبر من التناغم حول القضايا التي يمكن تقاسم الرؤى فيها، أو تقريب وجهات النظر في القضايا التي تحتاج إلى حوار مستمر.
كما اكد رئيس البرلمان العربي في كلمته على محورية القضية الفلسطينية للعالم العربي والإسلامي وأحرار العالم، مشددا على لن يتحقق السلام والأمن في منطقتنا من دون حل القضية الفلسطينية، ولن تفلح جهود العيش بسلام، إلا بإستعادة الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم الوطنية المستقلة على حدود العام (1967)، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وإدانة ما تقوم به الدولة القائمة بالاحتلال إسرائيل، وممارساتها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، التي تحرض على الكراهية والعنف.
وطالب السلمي برلمانات العالم بحث حكوماتهم، على عدم دعم الترشح الذي تنوي إسرائيل تقديمه للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن 2019-2020 ، موضحا أن اسرائيل لا تزال دولة احتلال، ووجودها في مجلس الأمن الدولي الذي ترفض تنفيذ قرارته يُعد سابقة خطيرة سوف تؤدي إلى عدم احترام وتقويض المؤسسات الدولية. وأكد السلمي ، على أن العالم شهد على مدار السنوات القليلة الماضية العديد من التغيرات التي جلبت معها جملة من التحديات الصعبة على مختلف الأصعِدة السياسية والاقتصادية والفكرية، مستوجبةً تضافر الجهود للوقوف في وجه ما خلفته تلك التحديات من تداعيات خطيرة على المجتمع الإنساني بوجه عام
وقال السلمي ان المنطقة العربية كان لها النصيب الاكبر من تلك التداعيات، والتي باتت تتطلب أكثر من أي وقت مضى، العمل بجد أكبر لإقامة حوار حضاري وثقافي بين كل المجتمعات الإنسانية، وهو ما نوليه اهتماماً كبيراً في عالمنا العربي، حيث أننا نعيش في مجتمعات متعددة الأعراق والإثنيات وقد تعارفت مع بعضها على مدى الآف السنين في ضوء تعاليم وأحكام دين الإسلام العظيم، الذي وجه رسالة للبشرية بالتعارف وإعلاء قيم التسامح والمحبة والسلام، مضيفا أننا نستخدم مصطلح التعارف فهو أعم وأشمل من مصطلح التعايش.
وأشار الدكتور مشعل السلمي ، الى مبادرة البرلمان العربي بإطلاق رؤيته حول “رفض ربط العنف والإرهاب بالدين الإسلامي واستنكار الإجراءات التمييزية ضد المسلمين”، لتنسيق الجهود والعمل على إيصال صوت الأمة العربية برفض واستنكار هذا الإتهام الخاطئ، وبيان ما يتميز به الدين الإسلامي من سماحة وما يدعو له من تعارف بين أبناء البشر بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللون، وذلك انطلاقا من تعبير البرلمان العربي عن السيادة الشعبية للوطن العربي، وحيث إن ظاهرة الإرهاب وتمدد الجماعات المتطرفة، تستوجب التصدي لها ومعالجة آثارها، لا سيما في ظل انعكاس آثارها السلبية على الأمن والسلم في المجتمعات العربية، وما أصبح يُتداول من بعض دول الغرب من وصم الدين الإسلامي وربطه بالعنف والإرهاب.
وأوضح رئيس البرلمان العربي ان الحوار يشكل بين الأديان والأعراق عنصراً أساسياً في إحترام التنوع وتشجيع السلام الدائم، وفقاً للإعلان العالمي لليونسكو، بما يضمن السلم والأمن الدوليين، مؤكدا على أهمية دعم المؤسسات والمراكز التي تعمل على نشر ثقافة الحوار بين الحضارات والأديان، مشيدا في هذا الجانب بمركز “الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات” وما يقوم به من جهود كبيرة لإيجاد قواسم مشتركة بين الأديان والثقافات المختلفة، والدعوة إلى التفاهم الإيجابي بين شعوب العالم لمستقبل عالمي أفضل.
ونوه الدكتور مشعل السلمي الى ايمانه بأن الإجراءات التي تساهم في تعزيز الحوار بين الأديان والأعراق يجب أن تنطلق من فكرة تعزيز الحوار الداخلي بين الاطياف المختلفة داخل الدول، خاصة التي تشهد صراعات مذهبية كانت أم عرقية، وهذا عكس ما نشاهده اليوم ضد مكون الروهنجيا المسلم في ميانمار، وما يتعرضون له من تطهير عرقي وديني ممنهج، واستمرار قتل المدنيين الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال منهم وعلى مرأى ومسمع من العالم، مطالبا بالتحرك العاجل والفوري لوقف هذه المجازر وتقديم مرتكبيها إلى محكمة الجنايات الدولية باعتبارها جرائم ضد الإنسانية.
وتقدم السلمي بالشكر الى جمهورية روسيا الاتحادية، لاستضافتها لأعمال الجمعية ، مشيدا بالعلاقات العربية الروسية والتي توجت مؤخراً بالقمة التاريخية التي عُقدت في موسكو بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية و الرئيس فلاديمير بوتين.