ذكرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين أن مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي ستجعل الاعداد لموازنة الاتحاد عملية “صعبة للغاية”.
ويعتبر مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الموازنة غونتر اوتينغر أن الساسة الأوروبيين بحاجة لتوفير ما بين 12 و15 مليار يورو لسد العجز في الموازنة الذي سينجم عن مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي، خصوصا مع التحديات الجديدة المرتقبة مثل تعزيز التعاون الدفاعي وتأمين حدود الاتحاد ضد الهجرة غير الشرعية أو زيادة مساعدات التنمية.
واعترفت ميركل أن دول الاتحاد الأوروبي لا تشارك جميعها برلين في دعوتها لتأمين تغذية اضافية لخزينة بروكسل بعد بريكست وذلك في مؤتمر صحافي عقدته مع رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتل.
وذكرت صحيفة سودوتش زيتونغ ومقرها ميونيخ الاثنين نقلا عن وثيقة داخلية من الحكومة الهولندية أن “هولندا لا يمكنها قبول زيادة في إجمالي مدفوعاتها في موازنة الاتحاد الأوروبي”.
كما لا ترغب السويد والنمسا وفنلندا والدنمارك في زيادة مساهمتها في موازنة الاتحاد.
وتشير وثيقة الحكومة الهولندية إلى أن “اتحادا أوروبيا أصغر يعني ميزانية أصغر”.
وأدرجت ألمانيا رغبتها في دفع المزيد من المبالغ لموازنة الاتحاد الأوروبي في اتفاق الائتلاف الذي أبرمه حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بقيادة ميركل مع الحزب الاشتراكي-الديمقراطي والذي لا يزال يحتاج إلى موافقة أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ويجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة لمناقشة عدة مسائل من بينها اختيار خليفة لجان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية الحالي وكيفية موازنة الحسابات بعد بريكست.
ويعتقد مسؤولون ألمان أن الإخفاق في التوصل لاتفاق مع لندن قبل رحيل بريطانيا رسميا عن الاتحاد في مارس/آذار 2019 ستكون له تداعيات على بريطانيا أخطر من بقية الدول الأعضاء.
في الوقت نفسه لا تزال حكومة المحافظين بقيادة ماي منقسمة بشأن طبيعة العلاقة التي يجب أن ترتبط بها بريطانيا مع الاتحاد.
ويمارس المتشككون في الاتحاد داخل حزبها مثل وزير الخارجية بوريس جونسون ضغوطا على ماي لتبتعد ببريطانيا عن قواعد التكتل، لكن هناك آخرين مثل وزير المالية فيليب هاموند يحبذون إجراء أقل تغييرات ممكنة.
وتأمل الحكومة البريطانية صاحبة أكبر ميزانية دفاعية بين دول الاتحاد الأوروبي أن يساعدها عرض الاحتفاظ ببعض الترتيبات الأمنية معه في الحصول على تنازلات بشأن العلاقات التجارية المستقبلية.