الجراد الصحراوي يهدد سبل كسب الرزق للملايين في اليمن والقرن الأفريقي.. والفاو تواصل جهود المكافحة

آخر تحديث : الإثنين 21 ديسمبر 2020 - 10:57 صباحًا
الجراد الصحراوي يهدد سبل كسب الرزق للملايين في اليمن والقرن الأفريقي.. والفاو تواصل جهود المكافحة

حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من أن جيلا جديدا من أسراب الجراد الصحراوي يهدد سبل العيش والأمن الغذائي لملايين الرعاة والمزارعين في منطقة القرن الأفريقي واليمن على الرغم من الجهود المكثفة للسيطرة على هذه الآفة طوال عام 2020.

وأشارت الوكالة الأممية إلى أن الدعم الدولي وحملة الاستجابة الواسعة وغير المسبوقة ساعدا في معالجة أكثر من 1.3 مليون هكتار من غزو الجراد في عشرة بلدان منذ يناير / كانون الثاني.

وأكدت الفاو أن عمليات المكافحة حالت دون حدوث خسارة ما يقدر بـنحو 2.7 مليون طن من الحبوب، تقدر قيمتها بحوالي 800 مليون دولار، في البلدان المتضررة أصلا من انعدام الأمن الغذائي الحاد والفقر. ويكفي ما تم إنقاذه من الحبوب لإطعام 18 مليون شخص في السنة.

ولكن الفاو أشارت إلى أن الظروف المناخية المواتية والأمطار الموسمية الغزيرة تسببت في تكاثر واسع النطاق للجراد في شرق إثيوبيا والصومال. وقد تفاقم هذا الوضع نتيجة لإعصار غاتي الذي تسبب في حدوث فيضانات شمال الصومال الشهر الماضي مما سيسمح بزيادة انتشار الجراد في الأشهر المقبلة.

وفقا للفاو، تتشكل أسراب جديدة من الجراد بالفعل وتهدد بإعادة غزو شمال كينيا، كما يجري التكاثر على جانبي البحر الأحمر، مما يشكل تهديدا جديدا لإريتريا والمملكة العربية السعودية والسودان واليمن.

عمليات المراقبة والتنسيق وتساعد منظمة الأغذية والزراعة الحكومات والشركاء الآخرين في عمليات المراقبة والتنسيق، وتقديم المشورة الفنية وشراء الإمدادات والمعدات، ولكن المنظمة أكدت ضرورة توسيع نطاق العمليات لحماية إنتاج الغذاء ومنع تفاقم انعدام الأمن الغذائي في البلدان المتضررة.

في إثيوبيا، تعمل منظمة الفاو مع الحكومة لمكافحة غزو الجراد الصحراوي في بلد يعاني أصلا من مستوى مرتفع من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وظلت إثيوبيا تكافح الجراد منذ يونيو 2019، ويرجع وجود الآفة الخطيرة في البلاد إلى التحركات عبر الحدود وظروف التكاثر المواتية السائدة في البلاد.

وقد أسفر تدمير الجراد للمحاصيل الزراعية إلى جانب المصاعب الاقتصادية الناجمة عن كـوفيد-19 والفيضانات الأخيرة، إلى تفاقم أوضاع ملايين الأشخاص.

انعدام الأمن الغذائي يهدد الملايين في إثيوبيا وفقا لآخر التوقعات الصادرة عن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، فمن المتوقع أن يواجه نحو 12.9 مليون شخص في إثيوبيا، خلال الفترة بين كانون الثاني/ يناير إلى تموز/ يوليو 2021، انعداما حادا في الأمن الغذائي، وهو ما يعرف بالمرحلة الثالثة من التصنيف.

وفقا للسيدة فطومة سيد، ممثلة الفاو في إثيوبيا، فإن هذه هي المرة الثالثة التي يغزو فيها الجراد هذه المنطقة، والنتيجة، كما تقول، هي تدمير المراعي بما يترك الحيوانات بلا علف تأكله.

وقالت إن ذلك ينعكس سلبا على العائلات التي تعتمد على الحليب لإطعام أطفالها لأن “الحيوانات الضعيفة لن تدر ما يكفي من الحليب” وهو ما سيؤثر بدوره على الحالة الغذائية للأطفال. وأضافت: “نحاول منع التأثير السلبي على معيشة الأسر وتغذية الأطفال”.

وتحدث دومينيك بورجن، مدير وحدة الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الفاو عن العمل الذي تم القيام به بالتعاون مع الحكومة الإثيوبية:

“لقد قمنا بحماية محاصيل حوالي عشرة ملايين شخص، الأمر الذي وفر لهم ما يكفي من الغذاء لإطعام أنفسهم لمدة عام واحد، وقمنا أيضا بحماية مراعي حوالي ثلاثة ملايين من الرعاة ممن يعتمدون على الماشية في معيشتهم”.

مساعدة المتضررين من غزو الجراد وبالإضافة إلى العمل مع الحكومات والشركاء في عمليات مكافحة الجراد، تتخذ منظمة الفاو إجراءات لحماية سبل المعيشة الريفية وحمايتها من خلال تزويد المزارعين المتضررين بحزم زراعية، ورعاية بيطرية وأعلاف للماشية، والنقود للأسر التي فقدت محاصيلها حتى تتمكن من تدبر أمرها حتى موسم الحصاد المقبل.

في القرن الأفريقي واليمن، تلقت أكثر من 200 ألف أسرة بالفعل مساعدات معيشية ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد. ستساعد المنظمة 98 ألف أسرة إضافية في أوائل عام 2021. وتناشد الوكالة الأممية الحصول على الدعم المستمر، بشكل رئيسي، من خلال خطط الاستجابة الإنسانية.

رابط مختصر
2020-12-21
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر