الفلسفة والتربية وجهان لهدف واحد (تنمية الإنسان)

آخر تحديث : الخميس 31 ديسمبر 2020 - 5:22 صباحًا
بقلم: دكتورة/ فاطمة بكر
بقلم: دكتورة/ فاطمة بكر

تُعد الفلسفة نشاط يهدف إلى النقد،والتحليل،والتوضيح،وليست مجرد مجموعة حقائق فقط ،ولكن أصبح لها دور فعال في جميع الميادين المعرفية ،وبالأخص ( الميدان التربوي ).

والسؤال هنا : هل هناك علاقة بين الفلسفة والتربية ؟ بالطبع هناك علاقة وثيقة بينهما ، بل هما يصبحان وجهان لهدف واحد ألا وهو “تنمية الإنسان” ، حيث أن الهدف مشترك بينهما :- فالتربية هي ذلك العمل الذي يهدف إلى نقل المعرفة ، وتنمية القدرات والتدريب والعمل على تحسين الأداء الإنساني ،أما الفلسفة فهي تعمل على كيفية صياغة النظريات التي من خلالها نستطيع أن نصل إلى مُثل عليا . فالفلسفة توجه دائماً العمل التربوي في المجتمعات بشكل متعدد سواء في الإتجاهات أو المفاهيم أو الأفكار،وذلك من خلال تشجيع الفرد على إحترام الآخر ،وتنمية لغة الحوار ،وعدم الخضوع لغير سلطة العقل ، وينتج من تعدد الإتجاهات ،وطرق التفكير وجود تنوع في الفلسفات التربوية.

ومن ثم فالهدف الأساسي لفلسفة التربية هي العمل على التفكير ،وتوضيح المشكلات التربوية بصورة واضحة دقيقة ،وعميقة ،ومنتظمة ،وكذلك العمل على وضع حلول لتلك المشكلات ، من خلال الربط بين المستوى النظري التحليلي الفلسفي ،وبين المستوى العملي ،وهذا بدوره يؤدي إلى وعي أكثر ،وإدراك لأبعاد الموضوعات.

لذلك كانت هناك رؤية فلسفية تربوية للعديد من الفلاسفة أمثال ( أفلاطون) حيث اتجه إلى إصلاح الفرد ،والمجتمع ،وجعل همه الأكبر رسم صورة لجمهورية فاضلة قوية من خلال بحثه في كيفية تربية ،وتهذيب الحُكام للتوصل لتحقيق العدالة.

ومن هنا كانت آراء أفلاطون التربوية تعكس فلسفته السياسية الأخلاقية ،من خلال إتجاه مثالي ، والطريق الوحيد لمعرفة المُثل هو “العقل”. وفى مجتمعنا المصرى فنحن في حاجة ماسة إلى فلسفة تربوية تقود التغير التربوي بداية من الواقع بتحليله ،وفحصه،ونقده ثم السعي نحو تحديد الغايات ،والأهداف ممكنة التحقيق ،وتبقى الفلسفة هي أم العلوم ،وركيزة للمباديء ،والقيم الأخلاقية والتربوية.

* كاتبة المقال: مدرس الفلسفة في كلية التربية بجامعة عين شمس.

رابط مختصر
2020-12-31
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر