المدنيون في السودان يخشون ‘الانقلاب الحقيقي’ وواشنطن تحذر العسكريين

آخر تحديث : السبت 25 سبتمبر 2021 - 3:38 مساءً
المدنيون في السودان يخشون ‘الانقلاب الحقيقي’ وواشنطن تحذر العسكريين
وكالات:

اتهم عضو مدني في مجلس السيادة السوداني قيادة الجيش الجمعة بمحاولة السيطرة على العملية السياسية عبر محاولة تنفيذ “انقلاب حقيقي ابيض”، في حين حذرت الولايات المتحدة العسكريين من انتزاع السيطرة على الحكم من المكون المدني.

وكشفت محاولة انقلاب فاشلة يوم الثلاثاء عن التوتر بين المكونين العسكري والمدني اللذين يشكلان مجلس السيادة الذي يضم 11 عضوا، والذي تشكل في أعقاب التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة في 2019، وأثارت الجدل علانية للمرة الأولى حول موعد تبديل رئيس المجلس الحالي الفريق اول عبدالفتاح البرهان.

وقال محمد الفكي سليمان في مقابلة مع تلفزيون السودان الرسمي “هنالك محاولة من المكون العسكري لتعديل المعادلة السياسية وهذا مخل بعملية الشراكة” معتبرا أن ذلك “هو الانقلاب الحقيقي وهو انقلاب أبيض”.

وأضاف ان “المكون العسكري بحديثه عن خلافات داخل قوى الحرية والتغيير يهدف إلى السيطرة على العملية السياسية وتعيين أشخاص محددين في السلطة وهذا مرفوض”. وقال ايضا ان “البرهان ليس وصيا على العملية السياسية بالبلاد. أرفض حديثه حول وصاية المكون العسكري على العملية السياسية”.

وكان البرهان قال الاربعاء خلال حفل تخريج قوات غربي الخرطوم إن “القوى السياسية غير مهتمة بمشاكل المواطنين” فيما اعتبر نائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي” أن “السياسيين هم السبب في الانقلابات العسكرية” وذلك على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة. والثلاثاء أعلن وزير الدفاع ياسين إبراهيم إحباط محاولة انقلاب قادها اللواء ركن عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي ومعه 22 ضابطا آخرون برتب مختلفة وضباط صف وجنود.

واتهم مسؤولون شخصيات من النظام السابق بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة بينما نفى حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا خلال عهد عمر البشير صحة ذلك. وذكر البيت الأبيض في بيان إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قال في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إن أي محاولة من جانب عسكريين لتقويض تسليم السلطة للمدنيين “ستكون لها عواقب خطيرة على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسودان وعلى المساعدات المزمعة”.

وأعرب سوليفان خلال الاتصال عن “التزام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بدعم الانتقال الذي يقوده المدنيون إلى الديمقراطية في السودان ومعارضتها لأي محاولات لعرقلة أو تعطيل إرادة الشعب”.

وذكر البيان أن الجانبين “ناقشا أهمية قيام الحكومة الانتقالية بإحراز تقدم مستمر لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وإصلاح قطاع الأمن تحت قيادة مدنية وتعزيز عملية السلام في السودان وضمان العدالة والمساءلة عن الانتهاكات السابقة”.

وأفاد البيان أن سوليفان “أشار إلى أن المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان سيسافر إلى السودان الأسبوع المقبل، لتأكيد دعم واشنطن لعملية الانتقال التي يقودها المدنيون ومناقشة التحديات الأمنية الإقليمية”.

وقال السناتور بوب ميننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي إن الولايات المتحدة يمكن أن تعيد فرض عقوبات في حالة وقوع انقلاب. وأضاف على تويتر “يجب أن يبقى الجيش في ثكناته”.

وقال الفكي سليمان في المقابلة ان”العلاقة السياسية ليست بخير مع المكون العسكري. هنالك انسداد في الأفق وأي اجتماع بين المدنيين والعسكريين لا نصل فيه إلى نتيجة”. واوضح “خلال 4 اجتماعات لم نستطع التوصل إلى توافق حول تسمية رئيس القضاء ولا بد من أن نعود إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى”.

وحدد الإعلان الدستوري، المُوقع في أعقاب انتفاضة 2018-2019 التي أطاحت بالرئيس عمر البشير، موعدا لتسليم قيادة مجلس السيادة في مايو أيار 2021. غير أن اتفاق سلام تم توقيعه في أكتوبر تشرين الأول عدل المواعيد بشأن تسليم السلطة دون تحديد تاريخ جديد. ومنذ 21 أغسطس 2019 يعيش السودان فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024 يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 3 أكتوبر الماضي.

رابط مختصر
2021-09-25 2021-09-25
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر