بدأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حياته ممثلا كوميديا في قناة الملياردير اليهودي إيهور كولومويسكي ومديرا لأستوديو صغير ينتج الفيديوهات.
المثير للانتباه أن “زيلينسكي” جسد ضمن مسلسل “خادم الشعب” دور أستاذ التاريخ النزيه الذي تخدمه الصدف ليصبح رئيسا للدولة.. يتحول المسلسل إلى واقع ويصبح الممثل رئيسا لأوكرانيا في إخراج أمريكي جميل ، ولكن البطل يقر أنه يفتقد للخبرة والدراية السياسية ولكنه جاهز لحفظ السيناريو الجديد في مسلسل الواقع الأوكراني.
وحسب صحيفة (نيويورك تايمز) قام “زيلينسكي” بتعيين أعضاء فرقته الكوميدية في مناصب حساسة كمستشارين ومشرعين بمن فيهم رئيس جهاز الاستخبارات الذي كان مخرجا على ما أظن.
السؤال اليوم هل سيستمر التمثيل في الواقع أم أننا أمام مسلسل ثالث مغاير تماما لما سبق؟
هنا، لا يمكن إسقاط خلفية الرئيس الأوكراني زيلينسكي كممثل كوميدي، وكل ممثل يكون أقرب للخيال من الواقع، لذلك صدقت وعود الغرب.
وفي خطوة مسرحية ها هو يلغي متابعته لأصدقائه الرؤساء على منصة التواصل الاجتماعي “تويتر” ويقول متوجها لشعبه: “إن الدول الغربية تركت أوكرانيا وحدها”.
والمتابع لمواقف الدول الغربية سيما الأوروبية منها، سيلاحظ أن تعاطفها مع أوكرانيا لا يتعدى الكلام الهبائي والتصريحات الإعلامية الجوفاء والعزف على وتر حقوق الإنسان.
وحين يقول “زيلينسكي” الغرب (أظنه يقصد بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكي) وليست الدول الأوروبية التي بان بالكاشف أن إعلامها كاذب ومسموم يروج للعبثية ويغض البصر عن ربع مليون إنسان ماتوا في أفغانستان، وأكثر من ربع مليون في اليمن الذي يعيش كارثة إنسانية بدعم غربي وسلاح غربي.. ناهيك عن عشر سنوات والمجازر ترتكب في ليبيا على الهواء مباشرة والغرب يتفرج.
الإعلام الغربي متيقظ لتحركات روسيا ويدافع عن حرية وديمقراطية الشعب الأوكراني، وأخرس أمام تحرك مئات الأليات المسلحة المتجهة للعاصمة الليبية طرابلس التي تعد حوالي مليوني مواطن.
ما من شك أننا أمام حراك جديد لنظام عالمي جديد نتيجته تمزيق المنظومة الغربية، وقريبا زيلينسكي أو من سيأتي من بعده، سيقول للدول الأوروبية أنتم خسرتم واردات الغاز وأمريكا لن تعوضكم وأكرانيا ستجوعكم.
*كاتبة المقال: صحفية تونسية.
