ليبيا والحرب الجديدة!

آخر تحديث : الخميس 10 مارس 2022 - 10:36 مساءً
بقلم: صوفية الهمامي
بقلم: صوفية الهمامي

يحبس الليبيون أنفاسهم منذ نحو حوالي أسبوعين تحسبا لما تسفر عنه تحشيدات عسكرية بالعاصمة طرابلس، على خلفية المعركة السياسية بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة ورئيس الحكومة فتحي باشاغا المنتخبة عقب تأجيل الانتخابات.

فتوافد الأرتال العسكرية، والممارسات الغير قانونية للميلشيات المسلحة الحكومية وغير الحكومية تؤكد أن الحرب قادمة لا محالة، بل هو تمهيد للوصول إلى لحظة الإنفجار المخطط لها.

والأكيد أيضا أنها ستكون حربا مكررة كسابقاتها، تنطلق بخلق رأسي حكم تتقاسم الدول الغربية والأمم المتحدة دعمهما بطرق ملتبسة، وأمام هذا الوضع ينطلق صراع إفتكاك السلطة ومحاولة السيطرة على الموارد الاقتصادية، تليه المواجهات العسكرية، ثم دعوة للجلوس إلى طاولة الحوار تختتم بتنصيب مجموعة تلاحقهم شبهات فساد في الحكم، ويستمر الانقسام والصراع والولاءات واستعصاء لم الشمل الوطني.

والمتابع للوضع السياسي الليبي بالداخل والخارج يدرك جيدا أن هذا السيناريو أصبح مكررا، وأن حالة الانفلات التي تعيشها البلاد منذ إسقاط نظام الزعيم معمر القذافي وليدة التدخلات الخارجية وصراع المصالح، خاصة السيطرة على النفط الليبي، على غرار ما حدث في العراق.

هذا التدخل الخارجي الذي وصل لمستويات لم يسبق لها مثيل على حد قول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، يشي أن الغرب سيما الولايات المتحدة الأمريكية الماسكة بخيوط الورطة الليبية دخلت في مرحلة إستنزاف وضعف في الطاقات الفكرية التي تبتكر في مجال إدارة الأزمات.

فقد ولى زمن داهية السياسية هنري كيسنجر وخططه الجيوسياسية التي أطاحت بالاتحاد السوفياتي وإضعاف الدول العربية.

اليوم أمريكا والغرب وبعد تلقي جملة من الصفعات الساخنة من أكثر من جهة، القرن الافريقي والعراق وليبيا واليمن وأوكرانيا، دخلوا مرحلة الإرتباك والارتجال وأصبحوا غير قادرين على إدارة أي أزمة خاصة الأزمة الليبية.

فالتدخل الخارجي في ليبيا فقد مصداقيته وكل أدواته ولم يعد قادرا على تقديم الحلول ولا على إدارة الأزمة، كما أن أدوات الغرب بالداخل الليبي تتخبط وغير قادرة على التوافق وتحقيق الإستقرار.

ويرى العديد من المراقبين الليبيين أن التدخلات الخارجية كانت وراء تورط بعض الدول العربية والاوروبية في إطالة الأزمة بالمراهنة على أجسام سياسية وعسكرية كشفت الأيام أنها أوراق محروقة ورهانات خاسرة، كل انجازاتها كان قتل وتهجير الليبيين وإهدار الأموال العامة. وهي نفس الدول التي لم تعمل على تخفيف حدة التوتر السياسي ولم يكن موقفها حاسما لا مع الدبيبة المتمسك بالسلطة ولا مع فتحي باشاغا الذي يحاول فرض حكومته بالقوة.

إنقسام سياسي واقتصادي وجغرافي وتلويح باللجوء إلى إستعمال القوة العسكرية، هل ستكون الحرب الأخيرة أم الصحوة تجاه السلام.

*كاتبة المقال: صحفية تونسية.

رابط مختصر
2022-03-10
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر