حملة “دبي تستطيع” للحد من استخدام البلاستيك لأجل مستقبل أكثر استدامة

آخر تحديث : السبت 4 يونيو 2022 - 2:57 مساءً
حملة “دبي تستطيع” للحد من استخدام البلاستيك لأجل مستقبل أكثر استدامة
وكالات:

تمضي دبي قدما في التزامها بتحقيق مستقبل خال من البلاستيك وأكثر استدامة. 40% من النفايات البلاستيكية في الإمارات العربية المتحدة تستعمل مرة واحدة، وتسعى أحدث حملة في البلاد تحت عنوان: “دبي تستطيع”، إلى المساعدة في تخفيض هذا الرقم إلى حد كبير، من خلال التوعية بأهمية البدائل البلاستيكية من القوارير والأكياس، باستخدام أحدث الابتكارات التحويلية.

ويقول المدير التنفيذي للتطوير والاستثمار في دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي يوسف لوتاه: “الهدف الرئيسي لهذه المبادرة هو الدفع بسلوك الناس للبدء بإحداث تغيير، انطلاقا من أشياء بسيطة، لكنها تحدث مجتمعة أثرا كبيرا. لذلك نركز على التعاون مع القطاع الخاص للقيام ببعض الأشياء، فبين إحداث البنية التحتية وتمكين الناس من الحلول والاستعاضة عن القوارير البلاستيكية وجعلهم يفهمون وقع ما يقومون به، خلقت حركية أخذت تتعاظم ككرة الثلج، منذ أن بدأنا في شهر شباط/فبراير. إننا نسعى للقيام بعديد المبادرات، ومن أهم الأشياء التي نركز عليها في المرحلة المقبلة، هو حظر بيع الأكياس البلاستيكية من محلات البيع بالتجزئة، إلى جانب حظر كامل للأكياس البلاستيكية في غضون سنتين”.

الحد من استعمال البلاستيك

تظهر نتائج تم التوصل إليها حديثا أنه يتم استهلاك 4 مليارات قارورة بلاستيكية سنويا في الإمارات العربية المتحدة، بينما 40% من البلاستيك في البلاد هو كذلك متعدد الاستعمال، وهو ما يمكن أن يكون له أثر مدمر على الحياة البرية المحلية، لذلك فإن تظافر الجهود مثل مبادرة “دبي تستطيع” سيكون له وقع مهم في المستقبل.

وتشجع مدينة دبي السكان والسياح على استعمال قوارير المياه القابلة لإعادة الاستعمال، عبر 40 محطة جديدة لإعادة تعبئة المياه في أنحاء المدينة. ويقول المدير التنفيذي للتطوير والاستثمار في دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي يوسف لوتاه ليورونيوز: “جاءت الفكرة من جانب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وهي فكرة تجسمت مع القطاع الخاص، وتركز على تخليص حياتنا من قوارير البلاستيك”.

ماء من الهواء

كما تتبنى مبادرة “دبي تستطيع” أحدث تكنولوجيا مياه متقدمة وتستعمل مياه الشرب المجمعة من الهواء. في هذا الصدد يقول يوسف لوتاه أيضا: “بلغت التكنولوجيا مستوى من النجاعة إلى حد تحويل الرطوبة في الهواء وتكثيفها إلى ماء، إذ هناك أنظمة وشركات وتكنولوجيا تنتج الماء من الهواء، ومن هنا كان العمل، وتدخل شركاؤنا في مواقع مختلفة، وحتى العبوات التي تستعمل كقوارير قابلة لإعادة الاستعمال يمكن أن تأتي من مواد يعاد تدويرها”.

شراكة

انخرطت في المبادرة أكثر من 500 شركة من القطاعين العام والخاص، لتكون شريكا في الحملة التي اتخدت من دبي مقرا لها، حيث يقوم الكثيرون برعاية نوافير المياه الخاصة بهم. ويشمل ذلك مجموعات الفنادق الدولية التي تقوم بتغيير كبير داخليا.

ويقول الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة “آكور” الفرنسية للفنادق في الشرق الأوسط مارك ديكروزاي: “لقد أدركت دبي منذ سنوات قليلة الحاجة إلى التعامل بجدية، مع كل ما يتعلق بالاستدامة، وبذل الجهود ودعم المبادرات الرامية إلى الحد من استعمال البلاستيك، وكذلك اعتماد خيارات إعادة التدوير أو خيارات إعادة الاستخدام على مستويات عدة، وفي النهاية جاءت هذه المبادرة. المثير للاهتمام بالنسبة إلينا هو أن الأهداف المتعلقة بقطاع السياحة والضيافة لم تكن تخص سكان دبي فقط، وإنما دبي كقطب سياحي بارز على مستوى العالم، وهناك نجد كل شيء يتعلق بالرفاه كالمشط وفرشاة الأسنان ولاحظنا أنها من البلاستيك، فانتقلنا إلى الحلول التي تلجأ إلى استعمال الخشب ومواد أخرى”.

ويسلط يوسف لوتاه الضوء على دبي كقاعدة للشراكة مع الشركات في مجال الطاقة الخضراء، ويقول: “هناك شركات تقدم طرقا مستحدثة لتحويل البلاستيك التقليدي إلى مادة قابلة للتحلل البيولوجي، وليس إلى جزيئات بلاستيكية، وهناك تحرك عالمي كبير في هذا الاتجاه. إننا نرى شركات عدة في مجال الطاقة الخضراء والتكنولوجيا النظيفة وتكنولوجيا الزراعة، توجه نظرها إلى دبي لتكون منطلقا تحقق منه نموها، وقاعدة لمهاراتها لترتبط مع العالم”.

إعادة تدوير

هناك جهة أخرى تسعى إلى إحداث تغيير لتكون دبي أكثر خضرة، ويتعلق الأمر بتطبيق “ريكاب باي فيوليا” المجاني لجمع النفايات وإعادة تدويرها. وتقوم المجموعة إلى جانب شريك محلي بإعادة تدوير القوارير البلاستيكية إلى الياف قماش وحشوات للوسائد، وتستعمل التطبيق أيضا نظام المكافأة.

ويقول مدير عام “ريكاب فيوليا” للشرق الأوسط جيروم فيريسال: “نرى أن مجتمع الإمارات العربية المتحدة متحمس لأجل إعادة تدوير المزيد تحت أية مبادرة، ولهذا قررنا إطلاق “ريكاب” من خلال النهوض بالتحول البيئي هنا في الإمارات، والذي يعد قيمة جوهرية بالنسبة إلى الشركة. وتتمثل الفكرة في توفير خدمة سهلة وناجعة لجمع المواد القابلة لإعادة التدوير من بين كل مواطن ومقيم في الإمارات. ما يهمنا هو تطوير اقتصاد محلي دائري. ما معنى ذلك؟ معناه أن نعمل مع طرف ثالث قادر على إعادة التدوير. كل صنف يتم فرزه، وبعد ذلك يمكننا إنتاج عناصر جديدة مصنوعة من مواد قابلة لإعادة التدوير.

مستقبل خال من البلاستيك

وفي خطوة أخرى تدعم البيئة المستدامة وتحافظ عليها، سوف تشرع محلات البيع بالتجزئة في دبي بفرض ضريبة على مبيعاتها من الأكياس البلاستيكية، بداية من شهر تموز/يوليو المقبل، على أمل حظرها تماما في ظرف سنتين.

وكشف يوسف لوتاه عن التعاون المتزايد الذي ستشهده المرحلة المقبلة قائلا: “هناك عمل كثير ينتظرنا بالتعاون مع حكومات أخرى والقطاع الخاص والمستهلكين لتحسين جودة الكربون وتأثيره من مختلف الأنشطة الجارية في دبي، سواء كانت من قطاع السياحة أو من قطاعات اقتصادية عامة”.

حركة مثل مبادرة “دبي تستطيع”، بشعار: “تغيير صغير، تأثير كبير”، و”إعادة تعبئة مدى الحياة”، هو مجرد تذوق لما سيأتي، من مستقبل خال من البلاستيك، وأكثر استدامة.

رابط مختصر
2022-06-04 2022-06-04
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر