تعليم التمريض ضرورة قومية فى عصر الأوبئة

آخر تحديث : الإثنين 4 يناير 2021 - 3:28 مساءً
بقلم: أ.د/ فاطمة الزهراء سالم محمود مصطفى
بقلم: أ.د/ فاطمة الزهراء سالم محمود مصطفى

لا أحد فى الوقت الحالى ينكر الدور الحيوى للتمريض فى زمن الأوبئة الذى حل علينا دون سابق إنذار. وما يبذله طاقم التمريض فى كافة أنحاء العالم من جهود غير عادية وفى ظروف استثنائية يؤكد على أهمية تعليم التمريض داخل كل أسرة بحيث يكون هناك من يُسعف المرضى داخل كل أسرة ،ويتولى مهمة استشارة الطبيب ،ورعاية المرضى داخل الأسرة الواحدة.

حقيقة ما نمر به من ظروف تجعلنا نتعلم الكثير من المهارات التى قد تجعل الكثير يتركون مهنهم المُعتادة إلى مهن أخرى بدافع الواجب ،والأمن القومى.

ومن ثم أضحى تعليم التمريض فى كل حى ،وكل مركز طبى ،وداخل المدارس،والجامعات، والجمعيات التطوعية ضرورة قومية فى هذا الزمن الصعب الذى نعيش فيه.

وبدأت العديد من الدول العربية ،ومن بينها مصر فى عمل دورات تدريبية للتمريض لمن يرغب، إلا أن الأمر لم يتحمل الرغبة أم عدم الرغبة فهذا الأمر أصبح كأداء الواجب العسكرى لا خيار فيه.

لذلك على الدول أن تضع خطة سنوية لتعليم التمريض لفرد واحد داخل كل أسرة بحيث يحمل هذا الفرد شهادة خبرة فى التمريض تؤهله للقيام بالأساسيات المتعلقة بالتمريض فى حالة إصابة أحد أسرته بالأمراض والأوبئة.

ومن الضرورى توفير قاعدة بيانات لكل الأفراد من الرجال،والنساء الذين اجتازوا اختبارات التمريض ،والإلمام بأساسياته من أجل استدعائهم عند الحاجة إليهم.

هذا مع العلم أن الفرد قد يعمل فى مهنة أخرى غير التمريض،ولكنه يمتلك مهارات التمريض بجدارة تؤهله التصرف السريع وقت الحاجة . وبدأت الكثير من جامعات العالم توفر قسم خاص لتعليم التمريض للمتطوعين ،والراغبين لممارسه مهنة التمريض.إلا أن عقد دورات التمريض برسوم حتى ،وإن كانت رمزية أمر غير محبب ذلك لأن تعليم هؤلاء سيخدم الدول بشكل غير مسبوق ،ويوفر على الدول الكثير من إجراءات الرعاية خاصةً داخل مستشفيات الطوارئ أو العزل،وذلك من خلال توفير الرعاية داخل منازل المرضى من خلال وجود فرد داخل الأسرة لديه خبرة كافية بالتمريض ،ويستطيع تولى كافة الأمور الأساسية ،واستشارة الأطباء والتحدث معهم.

ومن هنا فتعليم التمريض لم يعد أمراً تطوعياً أو خياراً أمام الدول بل أصبح ضرورة لعبور أزمات تحل بالدول، ويعجز الإقتصاد والحلول السياسية حلها،ويبقى الحل الطبى ،والتعليمى هو الخيار الأوحد.

كما أن فكرة وجود منهج لتعليم التمريض يتضمن مستويات لتعليم التمريض فى مراحل التعليم المختلفة، ويكون متطلب لإنهاء المرحلة التعليمية ،سينشئ أجيالاً قادرة على رعاية أنفسها، وتمريض الآخرين وقت الحاجة إليهم.

فضلاً عن اجتياز اختبارات عملية فى مجال التمريض مع الإنتهاء من كل مرحلة دراسية أمر فى غاية الأهمية ،والتهاون أو التقصير فى تلك الإختبارات سيرسم مستقبل الأمم، وما تملكه من إمكانات فى التغلب والتصدى للأزمات فى عصر الأوبئة.

ومن ثم وجود برامج وخطط عمل جادة ،ومتابعات حيوية داخل كل محافظة ،وبالتعاون مع وزارات الدفاع والصحة ،والتعليم،والتضامن الإجتماعى من أجل تدشين حملة وجوبية لتعليم أساسيات التمريض داخل كل أسرة يعد بداية للتغلب على الأزمات الحالية،والمستقبلية.

*كاتبة المقال: أستاذة أصول التربية في كلية التربية بجامعة عين شمس.

رابط مختصر
2021-01-04
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر