>> المتربصون بمصر يهاجمون كل مشروعات الدولة وفي النهاية تثبت صحة رؤية تلك المشروعات
>> قناة السويس في السابق كان يعبرها 42 سفينة يوميا.. وبعد إنشاء قناة السويس الجديدة يعبر حاليا 80 سفينة يوميا
>> السفن العملاقة لم تكن تمر من قناة السويس قبل إنشاء القناة الجديدة.. وجميع السفن تمر اليوم في 11 ساعة فقط بعد أن كانت تعبر في 22 ساعة
في ذكرى احتفالات مصر السنوية بتأميم قناة السويس في السادس والعشرين من يوليو عام 1956، حيث تمر هذا العام السنة التاسعة والستون على تأميم القناة بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي استعاد السيادة الوطنية والحق المصري الخالص في قناة السويس.
وتضمنت الاحتفالات افتتاح عدد من المشروعات الجديدة تمثلت في محطة مياه 26 يوليو بمحافظة الإسماعيلية بطاقة إنتاجية 180 ألف متر مكعب تكفى احتياجات مدينة الإسماعيلية حتى عام 2037، وافتتاح عدد 3 كباري عائمة ضمن مخطط الدولة لربط سيناء بالوادي تشمل كوبري الشهيد المقدم أمير إبراهيم عوض الله، وامتداد عدد 2 كوبري عائم على قناة السويس الجديدة، هما كوبري الشهيد العقيد إسلام أبو المكارم، وكوبري الشهيد جندي إسلام محمد السيد، بالإضافة إلى الإعلان عن انضمام عدداً من الوحدات البحرية الجديدة لأسطول هيئة قناة السويس شملت رفع العلم المصري على القاطرتين عزم ١ وعزم ٢ بقوة شد ٩٠ طن، علاوة على تدشين والتجهيز لدخول الخدمة لعدد ٥ لنشات بحرية من طراز بحار، بالإضافة إلى تدشين قاطرة الغطس والإنقاذ عزيمة ٧ بقوة شد ١٢ طن، والقاطرة تيم عزيمة بقوة شد ٩ طن، ضمن خطة ترسيخ مكانة القناة كأهم مجرى ملاحي عالمي.
وبهذه المناسبة أكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس على أهمية ذكرى تأميم قناة السويس وارتباطها بوجدان المصريين، حيث تجلت فيها السيادة الوطنية حين فرضت مصر سيادتها الكاملة على قناة السويس، مشيرا إلى أن تأميم قناة السويس لم يكن مجرد استرداد لمرفق اقتصادي ضخم، بل كان إعلاناً عن ميلاد مرحلة جديدة من تاريخ مصر عنوانها السيادة والريادة.
وأوضح “ربيع” أن إحصائيات الملاحة بالقناة سجلت منذ تأميم القناة وحتى الآن عائدات قدرها 153.4 مليار دولار، وعبور حوالي 1.1 مليون سفينة، بإجمالي حمولات صافية 33 مليار طن.
وأوضح “ربيع” أن الإدارة المصرية منذ التأميم نجحت في تطوير المرفق الملاحي للقناة من خلال تنفيذ مشروعات تطوير عديدة لمواكبة التطورات المتلاحقة في صناعة السفن عالمياً، حيث تطور غاطس القناة من 10 أمتار إلى 22 مترا، كما تطورت حمولات السفن العابرة للقناة من 30 ألف طن عام ١٩٥٦ إلى 240 ألف طن حاليا، فيما زادت مساحة المسارات المزدوجة من 27.7 كم إلى 99 كم.
وفي تصريحات خاصة لجريدة “العربي الأفريقي” أدلى بها الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس إلى رئيس التحرير حاتم عبد القادر، حول ما يشاع ويتناثر كل عام من المتربصين وأعداء مصر في ذكرى الاحتفال بقناة السويس الجدية التي أنشأها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 6 أغسطس 2015 من حيث عدم جدواها وأنها ليست بممر ملاحي كما الممرات الأخرى، قال “ربيع”: كل المشروعات التي تنفذها الدولة في مصر تهاجم من قبل هؤلاء، ثم يثبت بعد ذلك أن ما تنفذه الدولة هو الأصح وأنه لمصلحة الوطن ولمستقبل الأجيال.

أما عن قناة السويس الجديدة، فقد هوجمت هجوما شديدا وأطلقوا عليها توصيفات ساخرة، وأنها ليست ممرا ملاحيا وسيتم إغلاقها إلى آخر مثل هذا الكلام.
ودعني أثبت لك بالأدلة الفنية والأرقام أهمية قناة السويس الجديدة، حيث كان يعبر قبل افتتاح قناة السويس الجديدة حوالي 42 سفينة يوميا، أما بعد قناة السويس الجديدة يعبر من 75 إلى 80 سفينة يوميا ووصلت إلى 105 سفينة بعد حادثة سفينة إيفرجيفين، حيث كان هناك 425 سفينة عالقة لمدة 6 أيام (مدة أزمة جنوح السفينة إيفرجيفين) فقمنا بتعدية 425 سفينة في 4 أيام فقط بفضل وجود القناة الجديدة، فلا يمكن حدوث ذلك في ظل وجود القناة القديمة بمفردها، لأن عدد تصريف السفن بها لا يزيد عن 42 سفينة بأي حال من الأحوال، لأنها قناة محدودة في الطول والعرض بحيث لا تسمح سعتها في حال ملأها بالكامل فلن يزيد عن 42 سفينة.
وقال “ربيع”: أيضا، السفن العملاقة، لم تكن تعبر القناة قبل إنشاء قناة السويس الجديدة، فالسفن ذات الحمولة من 15 إلى 18 ألف طن وغاطسها لا يزيد عن حوالي 16 مترا لم تكن تتمكن من عبور قناة السويس القديمة؛ وبالتالي كنا نفقد سفنا كثيرة جدا لعدم إمكانية استيعابهم فكانوا يتجهوا إلى ممرات أخرى.
واليوم، يمر بعد إنشاء قناة السويس الجديدة سفنا تحمل 24 ألف حاوية، أيضا، حين حدوث أي حادث أو أزمة في عهد القناة االقديمة، كنا نقوم بإغلاق القناة بالكامل لعدم وجود بديل، أما اليوم لدينا قناتين، فنقوم بتحويل من مجرى إلى مجرى بديل، فمثلا القادم من الجنوب يمكن خروجه من الشمال عند وجودد حادث مثلا أو ظرف طارئ لحين الانتهاء من حل المشكلة، وبالتالي لا يتم وقف عبور السفن، كل هذه خدمات مميزة يتم تقديممها إلى العملاء.
ففي القناة القديمة كانت السفن تعبر القناة (من الشمال إلى الجنوب) في حوالي 22 ساعة؛ فكانت تنتظر في منطقة البحيرات المرة 10 ساعات انتظارا لحين مرور قافلة الجنوب، أما بعد قناة السويس يتم عبور قافلتي الشمال والجنوب في وقت واحد في 11 ساعة، صحيح ليس هناك ازدواجا كاملا، ولكن نعمل ألا يتقابلا في المنطقة التي ليس بها ازدواج، وهنا نكون وفرنا نصف الوقت وتعبر جميع السفن خلال 11 ساعة فقط بعد أن عبورها في 22 ساعة.
ولا تنس أن تصنيف قناة السويس كان منخفضا قبل القناة الجديدة لعدم القدرة على استقبال السفن العملاقة، ولكن اليوم تغيرت الأمور تماما وبإمكاننا استقبال أي حجم من السفن.
وحول اعتبار قناة السويس ممرا ملاحيا يستعصى على المنافسة قال “ربيع”: كل فترة وأخرى يطلع بعض االكلام مثل: ممر القطب الشمالي، ممر ريج راجون، ممر بن جوروين، ممرات في الهند والإمارات.. إلخ.
والسؤال: هل هناك ممرا استطاع أن يأخذ سفينة من قناة السويس.. هل السفن تركت قناة السويس وذهبت إلى تلك الممرات.. الإجابة: بالطبع لا.
وأوضح لك أن جميع تلك الممرات لها أكثر من مرحلة، فمثلا المركب تدخل من بورسعيد وتخرج من السويس، ومركب تحمل 24 ألف حاوية تدخل القناة وتخرج في 11 ساعة فقط، لكن كل الممرات الأخرى من يتجه إليها فهو في حاجة إلى تبديل البضائع المحملة على المركب، لأن كل هذه الممرات التي ذكرتها تمر بثلاث مسارات، الأول، مسار بري، أي تتحرك البضائع بشاحنات، ثم مسار سكة حديد، ثم مسارا بحريا، أي أن البضائع يتم نزولها 3 مرات وتحميلها 3 مرات أيضا، وهو ما يعني تكلفة أكثر ووقت أكثر وحمولة أقل من العابرة من قناة السويس، لآنه السفن في تلك الممرات مرتبطة بالحمولة القياسية لقطار السكة الحديد، فلو كانت اقصى حمولة للقطار 5 حاويات لكل عربة وكل حاوية حوالي من 20 إلى 40 طن، وهناك قطارا ذات 100 عربة، إذن لديك قطارا يحمل 1500 حاوية، أما السفينة العابرة من قناة السويس تحمل 24 ألف حاوية.. فهل تكون هناك منافسة لقناة السويس؟!
ومن ناحية أخرى، هل يمكن أن يمكن أن يأخذ جزء من السفن العابرة من قناة السويس.. من الممكن ذلك ولكن ستكون السفن في الأصل متجهة إلى منطقة تجارة بينية في منطقة قريبة من تلك الممرات، وهذه لا تعتبر منافسة؛ لأن ههذا جزء ضئيل جدا وخارج ساحة المنافسة.
من هنا، وإن كانت هناك طرق أخرى فهي ليست منافسة لقناة السويس.
أما القطب الشمالي، فليس به خط سكة حديد، هذا خط بحري، والسفينة تعبر منه، ولكن هذا الخط مشكلته أنه يمر في جبال من الثلج، وبالتالي فلا يعمل في السنة أكثر من 3 أو 4 أشهر على الأكثر، حتى مع ذوبان الثلج والتغير المناخي، فلن تزيد فترة تشغيله عن 6 أشهر في السنة. ولذلك فعدد السفن العابرة من ممر القطب الشمالي قليل جدا، لأن جبل الثلج الحجم الأكبر له في أسفل المياه وليس أعلاها، وكل سفينة تمر في هذا الممر كساحة جليد، فتتحمل السفينة تكلفة عالية، علاوة على الخطورة العالية بسبب ساحة الجليد هذه. ففي العام الماضي عبر خلال الممر الشمالي 45 سفينة في السنة كلها، أما قناة السويس في وقت الأزمات مثل الأزمات التي ذكرناها يمر من خلالها 30 سفينة يوميا، وهذا الممر يمر منه 5 مليون حاوية سنويا، بينما قناة السويس يمر منها 500 مليون حاوية سنويا.
الممرات البحرية موجودة في كل العالم لكنها ليست منافسة لقناة السويس، ولن يحدث.
