شارك المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للإحصاء الذي يُصادف 20 أكتوبر من كل عام.
ويسلط احتفال هذا العام تحت شعار “إحصاءات دقيقة وبيانات موثوقة تدفع التغيير وتصنع مستقبلاً أفضل للجميع”، الضوء على الدور المهم والحاسم الذي تنهض به عمليات الإحصاء والبيانات الموثوقة في دفع عجلة التقدم العالمي، وقد أرست الإحصاءات أساسا راسخا لعمل المنظمة الدولية من خلال الإسهام في التصدي للتحديات التي تجابه الأمم والشعوب مثل صون السلام والتنمية المستدامة والشاملة ومراقبة التغيرات المناخية وقضايا الصحة العامة.
وقالت انتصار بنت عبدالله الوهيبية المديرة العامة للمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن اليوم العالمي للإحصاء يعد مناسبةٌ تُجسّد التقدير العالمي للدور الحيوي للإحصاءات في صنع القرار، وتحقيق التنمية المستدامة، وبناء مستقبلٍ أفضل للبشرية ويكتسب هذا العام أهمية خاصة لتزامنه مع الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، ما يدفعنا للتأكيد على الدور الأساسي الذي اضطلعت به الإحصاءات في عمل المنظمة الدولية على مدى ثمانية عقود، وعلى دورها المحوري في دعم صنع القرارات للدول والشعوب.
وأضافت إن الإحصاءات كانت ولا تزال ركنًا راسخًا في مواجهة التحديات العالمية الكبرى مثل التنمية المستدامة، وتغيّر المناخ، والصحة العامة، ورفاه الشعوب.
وبينت أن شعار هذا العام “إحصاءات دقيقة وبيانات موثوقة تدفع التغيير وتصنع مستقبلاً أفضل للجميع” يؤكد على ثلاث رسائل رئيسية، هي الدقّة والموثوقية، وثانيا القوة التحويلية للبيانات، وثالثا العدالة والشمول.
ولفتت إلى أنه عالم الإحصاء تغير جذريًا خلال السنوات الأخيرة مع تسارع التطورات التكنولوجية وظهور البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن هذه التحولات تفتح آفاقًا واسعة لإنتاج بيانات أكثر سرعة ودقة، لكنها تفرض أيضًا تحدياتٍ كبيرة، من أبرزها، إدارة الكم الهائل من البيانات وضمان جودتها، وحماية الخصوصية وبناء الثقة في المصادر الرسمية، وضمان وصول البيانات إلى الجميع بصورة عادلة ومتكافئة.
وأوضحت أنه من هذا المنطلق، أصبح تطوير القدرات الوطنية في مجال البيانات ضرورةً لا خيارًا، مؤكدة ضرورة العمل على بناء نظمٍ إحصائية متكاملة، تُواكب العصر الرقمي، وتستفيد من التقنيات الحديثة في التحليل وسهولة الوصول إلى البيانات.
كما أكدت ضرورة تعزيز الثقافة الإحصائية في مجتمعاتنا، من خلال دمج مفاهيم الإحصاء في التعليم منذ المراحل المبكرة، وتمكين الإعلام من تفسير البيانات ونشرها بوعي، وإشراك المجتمع المدني في الاستفادة من البيانات وتوظيفها في التخطيط والمساءلة.
وقال إن منطقتنا الخليجية والعربية تمتلك مقوّمات واعدة للنهوض بالعمل الإحصائي، فلدينا شبابٌ مؤهّل، وبنيةٌ رقمية متنامية، ورغبةٌ حقيقية في التكامل والتعاون.
ووجهت خالص الشكر والتقدير إلى جميع العاملين في مجال الإحصاء، من جامعي البيانات في الميدان، إلى المحللين في المكاتب، ومن الباحثين في الجامعات، إلى صنّاع القرار في الحكومات، داعية الجميع ليكونوا سفراء للثقافة الإحصائية في مجتمعاتهم، من خلال نشر الوعي بأهمية البيانات ودورها في حياتنا.