في يوم حقوق الإنسان.. العالم يتذكر غزة والسودان أكبر مأساة في العصر الحديث 

عقد المفوض السامي لحقوق الإنسان “فولكر تورك”، مؤتمراً صحفياً بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، سلط فيه الضوء على استمرار الانتهاكات التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة والسودان باعتبارهما أكبر أزمتين انسانيتين في العالم.

تحولت منصة إلى مناسبة لتذكير العالم فيما يتعلق بقطاع غزة، حيث ذكر “تورك” باستمرار الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الأفراد المدنيين، مشيراً بشكل خاص إلى الذين يقتربون من “الخط الأصفر”، لاستهداف المباني السكنية وخيام وملاجئ النازحين، وغيرها من الأهداف المدنية الحيوية.

وفي سياق متصل، رفض المسؤول الأممي بشكل قاطع مزاعم الجيش الإسرائيلي بأن “الخط الأصفر” هو عبارة عن كتل خرسانية أقامها الجيش داخل القطاع ليمثل حدوداً جديدة، مشدداً على أن قرار مجلس الأمن رقم 2803 لعام 2025 واضح بخصوص احترام كامل الأرض وعدم تسمية أي جزء منها بحدود أو أي تسمية أخرى.

 وفي ختام حديثه عن مأساة غزة؛ دعا ” تورك”إلى تنفيذ القرار الذي صدر الشهر الماضي لدعم خطة شاملة تهدف إلى إنهاء الصراع. مناشداً جميع الأطراف المعنية بضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، بما يضمن الانتقال الفعلي والآمن إلى المرحلة التالية من خطة السلام المنشودة.

جرائم الحرب في السودان 

انتقل “تورك” بحديثه في اليوم العالمي لحقوق الإنسان إلى الأزمة المشتعلة في السودان، مشيراً إلى الحرب التي لا تزال تدور رحاها سواء كانت دارفور وكردفان أو الخرطوم وأم درمان.، حيث حذر من وقوع جرائم حرب وجرائم محتملة ضد الإنسانية؛ نتيجة ما أسماه بالعنف الوحشي والعبثي الذي لم تسلم منها أي منطقة مدنية في السودان.

وكشف المفوض السامي عن شهادات مفزعة تضمنت آلاف القتلى وعمليات إعدام بإجراءات عشوائية، بالإضافة إلى مقتل مدنيين أثناء محاولتهم الفرار طلباً للنجاة، واعتبر “تورك” أن الأكثر فظاعة في المشهد، هو الشهادات التي وردت عن حالات اغتصاب واغتصاب جماعي، ارتكبت في بعض الأحيان أمام أفراد العائلة.

وختم “تورك” كلماته بقوله: “نحن نتحدث عن جرائم وحشية بالغة الخطورة. جرائم حرب بلا شك. وربما جرائم ضد الإنسانية أيضاً”، مما يرسم صورة قاتمة لمستقبل المساءلة الدولية.

جاءت هذه الدعوات الصادرة في يوم حقوق الإنسان؛ لتؤكد أن الأزمتين في غزة والسودان لا تمثلان مجرد تحديات إنسانية عابرة، بل هما انعكاس لفشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين، مما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً لإنهاء المآسي التي أصبحت تشكل وصمة عار في تاريخ العصر الحديث.