الخروج من المأزق العربي

آخر تحديث : الأربعاء 20 نوفمبر 2019 - 2:26 مساءً
بقلم: نادر عكو
بقلم: نادر عكو

الخروج من المأزق ….من الانفاق …من الاقفاص ….من ثقافة القطيع …التي نعاني منها نحن العرب من الخليج العربي الى المحيط الاطلسي يحتاج الى مفكرين حقيقيين وصلوا الى مرحلة الإدراك والفهم والوعي الذي يمكنهم أستناج الحلول للتحديات التي تواجهها الأمة العربية في هذا العصر الضبابي المتراكب الذي تحول فيه المجتمع الدولي المتمثل بهيئة الامم المتحده الى مجموعات من وكلاء الشركات العائلية العملاقه ينفذون تعليماتهم ويهيئون الذرائع اللاأخلاقية للتدخل العسكري في أي دولة وفي أي مجتمع للحصول على الموارد الطبيعية واستعباد الموارد البشرية وما يجري على الساحات الليبية والعراقية والسورية واليمنية ما هو مثال حي لهذاالامر.

إن التحليل السياسي الذي يعتمده المحللون أثناء ظهورهم في وسائل الاعلام المختلفه في معظمه يعتمد على ما تنشره وكالات الانباء الغربية , ويقوم المحللون العرب بالحديث عن القضايا العربية بنفس المنهجية التي تريدها وكالات الاتباء الغربية , وبالتالي تلتبس الامور على المتلقي العربي وصولا الى أقتناعه بما تقوله الصحف ووسائل الاعلام الغربية وبالتالي يتحقق رغبة أهل الشر من تحويل القضية الوطنية الى صراع سياسي بهدف تسهيل تحقيق الاختراق الغربي للمجتمعات العربية وأعادتهم الى المأزق المتمثل في ( حياة الانفاق المظلمة والاقفاص الحديدية وثقافة القطيع ).

مصطلح التحليل السياسي Political analysis

يشير هذا المصطلح الى مجموعة من عمليات البحث حول الاحتمالات الممكنة للاحداث الناتجة عن التفاعلات بين القوى السياسية المؤثرة في المجتمعات أو في الدول من خلال تفسير علمي شفاف لنوع العلاقات والارتباطات بين هذه القوى السياسية اعلى المستوى الداخلي والخارجي.

ويمكن أن نقول أن التحليل السياسي باختصار يشير الى الطريقة التي يحكم بها المحلل السياسي على الاشياء والظواهر والأحداث السياسية على كافة المستويات الوطنية والاقليمية والعالمية وفق هذا المفهوم والمنطلق فأن المحلل السياسي مطلوب منه فهم الواقع السياسي لكل دولة يستهدفها تحليله وعلاقة واقعها السياسي بما يجري على الساحة العالمية.

ويمكن أن نشرح الاوضاع في الدولة المستهدفه من التحليل الا أن التحليل السياسي ليس شرحاُ للاوضاع فقط بل يتعداه الى أبعد من ذلك وهو التركيز على أدراك وفهم ووعي واستنتاج عما يجري من أحدث أضافة الى معرفة الأسباب الحقيقية التي نشأت من خلالها القضية المستهدفه في التحليل كما أن معرفة الدوافع لما حدث في الماضي والتوقع الدقيق لما لجريات الاحداث في المستقبل أمر لا مفر منه للوصول الى أستنتاج منتج فكري قابل للتطبيق للمشاركة في في صنع قرار لحل القضايا والظواهر والتحديات التي تواجه الحياة السياسية في المجتمعات والدول.

فهدف التحليل السياسي هو الاجابة الشفافة عن الاسئلة التالية : السؤال الاول : ماذا حدث ؟ من خلال هذا السؤال يتم الاجابة من خلال الفهم الدقيق لمجريات الاحداث من سبر أعماق الحدث السياسي مخترقاً المعرفه السطحية وصولا الى كافة احتمالات دلالات ومعاني الحدث السياسي الظاهرية والباطنية. كما يتم الاجابة من خلال معرفة مسار الحدث أبتداُ من بدايته وتسلسله التاريخي لحظة بلحظة وبتعبير آخر هو الاحاطه الشامله بالوقائع المرتبطة به كما أن إدراك وفهم ووعي بطبيعة الشخصيات والدول المؤثرة على الحدث المستهدف من تحليله أمر ضروري لا يمكن تجنبه.

السؤال الثاني:لماذا حدث الحدث ؟ والهدف من خلال لماذا حدث ؟ هو إدراك المحلل السياسي للاسباب الدافعة التي أنتجت الحدث، والمحلل الجيد المتخصص والعارف بمنهجية التحليل السياسي هو الذي يحاول الوصول الى الدوافع الخفية بمنهى الدقه ثم يتحول الى الدوافع الثانوية , فالمحلل السياسي عندما يصل الى مرحلة الادراك الحقيقي التي تتمثل في الاحاطة والشمول بكافة الدوافع والاسباب المحتمله وفق ذلك فأن استنتاجه وتحليله أقرب الى الدقه.

رابط مختصر
2019-11-20 2019-11-20
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر