
بقلم: د. وجدي صادق

يا طليع… يا سيّد المنبر وصوت الحقّ العالي،
راح الصوت اللي كان الجبل يردّد صداه،
راح الحكي اللي بيشعل العروق نار،
راح الطليع… أمير الزجل… تاج الكلمة ونَفَسها.
يا خَيّي يا طليع،
المنبر اليوم متلحّف السكوت،
والمشاعر متيبّسة متل غصن بردان،
كل بيت زجلي صار يتيم، كل قافية عم تبكيك بصمت،
وكأنّ الحرف خسر بيو، والكلمة تيتّمت من بعدك.
كنتَ تطلع عالمنبر متل النسر،
تِقصف بيتك متل البرق،
تِغزل وجع الناس بصوتك،
وتخلي الحضور يوقفوا، مش بس تصفّق،
يوقفوا إحترام، لأنّ الكلمة عندك كانت شرف،
وكان الزجل على لسانك وطن عم بيتنفّس.
طليع… يا مجد المنابر،
يا صرخة لبنان بوجه النسيان،
يا اللي حملت وجع الناس عا صدرك،
وصغت الكرامة أبيات، والعنفوان مواويل.
غيابك وجع، بس إسمك باقي متل العَلَم،
بيرفرف بذاكرة كل شاعر وكل عاشق للكلمة،
باقي بصوت كل منبر، وبعيون كل لبناني عنده شرف الكلمة،
باقي متل نغمة ما بتموت، متل جبل ما بينهزّ.
سلام لروحك يا أمير المنبرين،
يا فخر الزجالين، يا عزّ الحكي اللبناني،
نم هانيئاً، يا سيّد الصوت النقيّ،
إنت ما متّت…
إنت صرت حكاية،
وصار الزجل بعدك وصيّة.
*الكاتب: إعلامي لبناني.
