الضربة الأمريكية الوشيكة لإيران.. هل تنهى الحرب أم انزلاق إلى مواجهة مفتوحة ستطال الجميع؟

آخر تحديث : الأربعاء 18 يونيو 2025 - 2:06 مساءً
الضربة الأمريكية الوشيكة لإيران.. هل تنهى الحرب أم انزلاق إلى مواجهة مفتوحة ستطال الجميع؟
صفوت بسطا:

في ظل تصاعد التوترات بين طهران وتل أبيب، بات الأمر مؤكدا باتخاذ الإدارة الأمريكية قرار بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية. فقد أشارت تقارير متعددة إلى نشر الولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط عشرات الطائرات المقاتلة، من طرازات F-16 وF-22 وF-35، فضلا عن إرسال أكثر من 30 طائرة للتزود بالوقود. كل هذه التعزيزات توصف رسمياً بأنها “دفاعية”، لكن التوقيت وطبيعتها يعكسان استعداداً لعملية هجومية محتملة.

يتزامن هذا مع تحرك حاملة الطائرات الأميركية “نيمتز” من بحر الصين الجنوبي باتجاه المنطقة، وهو ما يؤكد أن قرار توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإيران قد بات قريباً.

تصريحات ترامب

وعن نتائج اجتماع مجلس الأمن القومي الأميركي أشار مراسل سكاي نيوز عربية، في واشنطن، مجدي يازجي، إلى تضارب المعلومات حولها، فبينما تؤكد بعض المصادر بدء الاجتماع، تنفي أخرى انعقاده، في ظل تكتم البيت الأبيض عن التفاصيل. فى الوقت الذى تشير فيه تصريحات المسؤولين الأميركيين، ونبرة الإعلام الأمريكي، إلى أن الضربات العسكرية باتت خياراً مطروحاً بجدية.

ويؤكد يازجي أن نائب الرئيس الأميركي بدأ تحركات داخلية، منها لقاءه بأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، في محاولة لحشد الدعم لأي عمل عسكري محتمل، خاصة وأن ترامب يواجه انتقادات داخلية من قاعدته الشعبية المناهضة للحروب.

ترامب يطالب إيران بـ”الاستسلام” الكامل

وفيما يمثل تناقضاً صارخاً مع تعهداته الانتخابية بعدم الانخراط في حروب جديدة، أطلق الرئيس الأميركي تصريحات شديدة اللهجة، يطالب فيها إيران بـ”الاستسلام” الكامل، ويراهن فيها على قدرة أمريكا على الحسم ، في ملف بالغ الحساسية داخلياً ودولياً، ومستخدماً مصطلح “نحن” للإشارة إلى القوة والسيطرة.

إسرائيل لا تريد إسقاط النظام الإيراني

وفى تصريحات صحفية أوضح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن هدف إسرائيل ليس إسقاط النظام الإيراني بل تدمير برنامجه النووي والصاروخي.

ومن جانبه، شدد وزير الدفاع الحالي يسرائيل كاتس أن تدمير منشأة “فوردو” النووية، يعتبر هدفاً رئيسياً لإسرائيل، كما سيتم استهداف مواقع استراتيجية إيرانية إذا اقتضى الأمر.

التهديد الإيراني

وعلى الجانب الإيراني، أطلق رئيس الأركان عبد الرحيم موسوي تهديدات مباشرة، داعياً الإسرائيليين إلى مغادرة تل أبيب وحيفا حفاظاً على حياتهم.

وأضاف أن العمليات الإيرانية الأخيرة هي رسائل ردعية موجهة لإسرائيل.

كما تواصل إيران استهداف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة، بهجمات على مركز الاستخبارات العسكرية ومراكز قيادية في تل أبيب.

وكانت طهران أعلنت فى وقت سابق أنها اعترضت 28 طائرة إسرائيلية خلال 24 ساعة.

انسحاب القوات الإيرانية شرقاً

واصل سلاح الجو الإسرائيلي غاراته على مواقع غربي إيران، حيث تقع منصات إطلاق الصواريخ، خصوصاً في كَرْمَن شاه والأهواز. وقد أدى هذا القصف المركزعلى هذه المنصات إلى انسحاب القوات الإيرانية شرقاً نحو طهران وأصفهان، حسب ما قاله بشار صغير، مراسل سكاي نيوز عربية.

وأوضح صغير أن الضربات الجوية الإسرائيلية خلقت حالة من الارتباك داخل الجيش الإيراني.

إيران كشفت الخديعة الأميركية

وخلال حديثه الى سكاي نيوز عربية قدم الباحث السياسي الإيراني سعيد شاوردي رؤية مختلفة، مؤكداً أن إيران تدافع عن نفسها ضد ما وصفه بـ”عدوان أميركي وإسرائيلي”، مشيراً إلى أن طهران أدركت وجود خدعة أميركية منذ جولات المفاوضات السابقة.

يرى شاوردي أن الهدف الأميركي كان يتمثل في دفع إيران للتخلي الكامل عن التخصيب النووي، ليُتاح استهداف منشآتها الفارغة لاحقاً، لكنه أشار إلى أن إيران أفشلت هذه الخطة، ورفضت الشروط الأميركية، مشدداً على أن بلاده لن تقبل بالاستسلام كما يطالب ترامب.

واشنطن شريك مباشر

اما المستشار السابق في الخارجية السعودية، سالم اليامي، فصرح خلال مداخلته مع سكاي نيوز عربية، أن طهران أدركت مبكراً أن واشنطن شريك مباشر في الهجمات الإسرائيلية، رغم محاولات واشنطن الإنكار.

وحذر اليامي من تكرار سيناريو العراق، قائلا إن المخاوف الحقيقية تكمن في أن يُعلن لاحقاً – بعد فوات الأوان – أن إيران لم تكن بصدد تطوير سلاح نووي.

ويرى اليامي أن الولايات المتحدة تمتلك هى من القدرة التقنية لضرب بعض المنشآت الإيرانية شديدة التحصين، مثل منشأة “فوردو”، من بينما لا يمتلك الجيش الإسرائيلي ذلك.

ويرى هاينز غارتنر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيينا، أن الضربات الإسرائيلية، في حال حدوثها، ستكون متناقضة مع مبدأ “الدفاع عن النفس”، من زاوية القانون الدولي.

وأضاف غارتنر أن القانون الدولي لا يتيح استخدام القوة إلا في حالة وجود تهديد مباشر، وهو ما لم يتوفر بعد وفق التقديرات الاستخباراتية، التي تشير إلى أن إيران لم تتخذ قراراً بتحويل برنامجها النووي إلى عسكري.

حافة الانفجار

ويرى خبراء عسكريين أن فى حال مضت الولايات المتحدة وإسرائيل في خيار الضربة العسكرية، فالمشهد الحالي ينذر بانفجار قد يغير معادلات القوة في الشرق الأوسط. فبينما تصر طهران على الصمود، تبدو واشنطن وتل أبيب على وشك اتخاذ قرار استراتيجي كبير.

أم عن المواقف الدولية، فقد تباينت بين دعم أوروبي باهت، ومواقف خليجية تدعو للتهدئة، في حين تراهن إسرائيل على قدرة الردع الكاملة، مدعومة بالتفوق الجوي والتقني، تصر طهران على الصمود. لكن تبقى الحقيقة الأوضح، أن المنطقة كلها أمام لحظة فارقة: إما العودة إلى طاولة المفاوضات، أو الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة ستطال الجميع، ولن يكون فيها منتصر فعلي سوى الخراب.

رابط مختصر
2025-06-18
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

صفوت بسطا